-->
U3F1ZWV6ZTE0NDc4OTI4OTEyX0FjdGl2YXRpb24xNjQwMjYyOTAzMzk=
recent
جديد

تقديم عام لمجزوءة السياسة ولمفهوم الدولة



تقديم المجزوءة: 
 يعتبر مفهوم السياسة قديما إذ تجلت ملامح الخوض فيه في الخطاب الفلسفي مع الإغريق من خلال سعيهم نحو تأسيس المدينة الفاضلة والحديث عن القانون وأنظمة الحكم، خصوصا مع أفلاطون وأرسطو، وظهر المفهوم بشكل كبير مع التحولات التي شهدتها أوربا الحديثة وبالذات مع فكر الأنوار حيث صار مستعملا بكثرة، مما جعله يحظى بعناية خاصة رسخت وجوده حتى أصبح الآن مستخدما في أدبيات السياسة والعلاقات الدولية وعنوان لمشاريع ومطامع الدول. 
 السياسة في معجم لسان العرب مشتقة من فعل ساس أي قاد وتولى الرعاية، والوالي يسوس رعيته، وسوس فلان أمر فلان؛ أي كلف سياستهم، وأما اصطلاحا فالسياسة تعني مجموعة المناورات والمساومات والوسائل التي يستهدف من خلالها من يمارسها الوصول إلى السلطة، وبهذا فإن السياسة تفقد بعدها الإنساني النبيل وتصبح مرادفة للمكر والخداع، في مقابل هذا التصور تأخذ السياسة في معناها الإيجابي دلالة مختلفة باعتبارها فن تدبير وتسيير الشؤون العامة لمجتمع بشري والقدرة على صياغة القرارات وممارستها بحنكة وفطنة وذكاء، وهي كل الأعمال التي تستهدف تشييد دولة خالية من العنف، تتأسس على قيم سامية كالحق والعدالة، أو كما عرفها الفلاسفة العرب بفن تدبير الممكن..
'' السياسة فن تدبير الممكن'' .
مدخل عام لمفهوم الدولة: 

دلالة المفهوم وإشكالاته:

قديما أكد الحكماء والفلاسفة كون الإنسان كائن مدني / اجتماعي بطبعه، يعيش ضمن متحد إنساني، وينسج علاقات مع الغير، لكن الحياة ضمن المجتمع تطرح مسألة التنظيم والتدبير حتى تستقيم العلاقات بين الأفراد أو الفاعلين الاجتماعيين، هكذا سيكون مجال الحياة مجال سياسي بحجة أنه يفترض الحفاظ على الأمن والنظام. ولقد خلق لهذا الغرض تنظيم سياسي ومؤسسات سياسية هي ما يعرف بالدولة.

وتدل الدولة في التعبير القانوني على  مجموعة مؤسسات وأجهزة سياسية وايديولوجية وتشريعات تسعى من ورائها المحافظة على وحدة المجتمع وتوازنه، وكل ما يخدم الصالح العام، إنها نتاج لتعاقد اجتماعي يضبط القانون ويحفظ الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، وتؤمن الشروط الموضوعية والمشتركة بين الناس التي تمليها غاية الحياة القصوى، لهذا يصعب على المرء أن ينظم حياته بدون حضور الدولة.

من خلال ما سبق يتبين لنا أن مفهوم الدولة مرتبط بممارسة السلطة وفق مؤسسات تنظم علاقات الناس حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، لكنه رغم ذلك نجد أنفسنا أمام العديد من الأسئلة التي تدفعنا للتفكير فيها، من مثل:

  1. - -  -       مشروعية الدولة وغاياتها: من أين تستمد الدولة مشروعيتها، هل من الحق أم من القوة؟ وما الغاية منها؟ .
  2. ----      طبيعة السلطة السياسية: ما طبيعة الممارسة السياسة؟ و ما هي أسسها ومرتكزاتها ؟.
  3.  ----     الدولة بين الحق والعنف: هل تمارس الدولة وظائفها بالقوة أم بالقانون؟ بالحق أم بالعنف؟ .


الاسمبريد إلكترونيرسالة