تمهيد:
تعتبر التداريب الميدانية فرصة
للأساتذة لتجويد مهاراتهم وقدراتهم التي اكتسبوها خلال التكوين الذاتي والمهني، كما تعد مناسبة للأستاذ لأن يعمل
على تحسين وتطوير هذه القدرات وللوقوف على حيثيات مهنة التدريس، لأنه هناك فارق
شاسع جدا بين ما هو نظري عام وبين ما هو عملي تطبيقي، وعلى اعتبار أننا كأساتذة
للتعليم الثانوي التأهيلي نتعامل مع متعلمين يعيشون مرحلة المراهقة، وما يصاحب ذلك
من فرط في الحركة وإحساس وتضخم في الأنا وتغيرات نفسية وجسمانية، تفرض علينا أن
نكون حذرين نوعا ما في معاملتنا لهم، وفي نفس الوقت تلزمنا بأن نحاول بكل السبل
الممكنة أن نساعدهم إذا ما احتاجوا المساعدة لتحقيق التوازن لهم وحثهم على الفعل التربوي والسلوكي الصحيح.
رصد الظاهرة وتجميع المعطيات:
يأتي بحثي هذا بعد أن لاحظت طيلة مجموعة من
الحصص الدراسية مع تلاميذي، بعض الأفعال والتصرفات التي تنم عن عدم الاكتراث
بالمادة الدراسية وتدني دافعيتهم للتعلم، إنه السلوك الذي يظهر فيه التلاميذ
شعورهم بالملل والانسحاب والسرحان وعدم المشاركة في الأنشطة الصفية والمدرسية،
نذكر من مثل :
- تشتت الانتباه؛
- الانشغال بإزعاج الآخرين؛
- نسيان الواجب المنزلي، وعدم المشاركة في بناء الدرس؛
- كثرة الغياب أو الحضور المتأخرللحصة؛
- الأحاديث الثنائية خلال الشرح بصوت خافت؛
لهذا يجمع معظم المتخصصين في الدراسات
النفسية على أن سبب النشاط والحركة الزائدة
يعود بالدرجة الأولى إلى كثرة الدوافع والاهتمامات لدى المراهق ،فتعدد مثل
هذه الحاجات والدوافع والرغبات وتنوعها لدى المتعلمين يعمل على تنويع الأنماط
والخيارات السلوكية التي يقومون بها بغية تحقيق أهداف معينة فقد نلاحظ أن المتعلمين
في بعض الأحيان يتصرفون بطرق معينة في بعض المواقف ،ثم تتغير سلوكياتهم حيالها في
أوقات أخرى كما ونجد أن شدة سلوكياتهم حيال تلك المواقف تتغير حيث تكون ردة
أفعالهم قوية أحيانا وضعيفة في أحيان أخرى.هذا وقد يستجيبون لبعض المنبهات أو
المثيرات في مواقف معينة ولا يستجيبون لها في مواقف أخرى .فعلى سبيل المثال ربما ينتبه
متعلم ما معك على طول الحصة ويشارك بكل فاعلية لكنه في حصة موالية لا ينتبه بالمرة
وتجده يشاغب أو يعبث بحاجيات زملائه، وتجده يهتم بكتابة الدروس والتحضير القبلي
للدروس، وأحيانا أخرى مهمل لواجباته جميعها، وكل هذا يحتم على المدرسين بل ويفرض
عليهم أن يغيروا من أساليب التدريس ومن منهجية اشتغالهم لكي يستطيعوا مسايرة هاته
الدوافع وإشباعها.
إشكالية البحث:
إن موضوع بحثي يتجلى أساسا في تدني
الدافعية للتعلم لدى التلاميذ والحلول الكفيلة بمعالجتها، وتحتويه إشكالية يمكن
صياغتها على الشاكلة التالية:
ماهي الأسباب التي تؤذي إلى تدني
الدافعية / الحافزية لدى المتعلمين نموذج تلاميذ ثانوية فيفي التأهيلية؟ وكيف يمكن
للمدرس تجاوز هذه المشكلة؟.
أسئلة البحث:
- ما هي الأسباب والعوامل التي تؤذي إلى تدني الدافعية للتعلم لدى المتعلمين؟
- ما هي تجليات انعدام أو تدني الدافعية لدى المتعلمين داخل الفصل الدراسي؟
- كيف يمكن تجاوز هذا التدني؟ وما هي السبل الكفيلة بذلك؟
- وهل تقع على عاتق المدرس مسؤولية تجاوز هذا المشكل؟ أم أن المشكلة تتجاوزه إلى الأسرة والمجتمع ككل؟
فرضيات البحث:
نفترض أن مشكلة البحث قد تكون مرتبطة بالتلميذ ذاته، وذلك بسبب غياب رؤية اضحة لمستقبله ولكونه لا يملك أي طموح أو أحلام يسعى لتحقيقها.
ربما يرجع سبب تدني الدافعية لدى المتعلمين للمدرس نفسه، إذ أنه طرقه التدريسية وآليات اشتغاله لا تواكب تطلعات وميولات المتعلمين، مما يشعره بالملل وعدم الاهتمام بالدرس.
إذا كانت الدافعية لها ارتباط بالتحفيز، فمن الممكن أن يكون سبب تدنيها راجع لغياب التحفيز الأسري.
- قد تكون الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمتعلم سبب في تدني دافعيته للتعلم .
خطة
البحث:
اعتمد في
بحثي هذا على خطة عمل يمكن تسطيرها على الشاكلة التالي:
تمهيد
رصد
الظاهرة وتجميع المعطيات
مشكلة
البحث
فرضيات
البحث
خطة
البحث
أهمية
البحث
المحور
الأول: الجهاز المفاهيمي للبحث؛
المبحث
الأول: تعريف مفهوم الدافعية
المطلب
الأول: الفرق بين الدافع والدافعية
المبحث
الثاني: تعريف الدافعية للتعلم
المحور الثاني:
أسباب وعوامل تدني الدافعية لدى المتعلمين.
المبحث الأول:
أسباب متعلق بالمتعلم ذاته.
المبحث
الثاني: أسباب مرتبطة بالمدرس.
المبحث
الثالث: أسباب لها علاقة بالأسرة.
المحور
الثالث: النتائج المتوصل إليها.
المحور
الرابع: الحلول المقترحة لمعالجة تدني الدافعية للتعلم.
التوصيات
الخاصة بالبحث .
خاتمة.
أهمية البحث:
أمل هذا
البحث التدخلي الإجرائي بالنظر إلى حدوده الزمانية والمكانية ومؤهلات المشتغل عليه
أن يعمل على:
التعرف
على أسباب غياب أو تدني الحافزية والدافعية للتعلم لدى التلاميذ، مما يسهم في علاج
الحالات التي قد تعاني من هذا المشكل، وبالتالي تطوير الممارسة المهنية للأستاذ.
التعرف
على تجليات ومظاهر تدني الدافعية للتعلم،
مما يسهل معه التشخيص والمعالجة.
تقديم
حلول لهذه الظاهرة لمساعدتنا على تخطي المشكل في مسارنا المهني.
تتجلى
أهمية الدافعية من الوجهة التربوية من حيث كونها هدفا تربويا في ذاتها؛ فاستثارة
دافعية المتعلمين وتوجيهها وتوليد اهتمامات معينة لديهم تجعلهم يقبلون على ممارسة
نشاطات معرفية وحركية وعاطفية وحسية خارج نطاق العمل المدرسي.
كما
تتجلى أهمية الدافعية من الوجهة التعلمية، من حيث كونها وسيلة يمكن استخدامها في
سبيل انجاز أهداف تعليمية معينة على نحو فعال.
المحور الأول: الجهاز المفاهيمي:
المبحث الأول: تعريف الدافعية للتعلم:
المطلب الاول: تعريف الدافعية:
<><>
يحاول
البعض من الباحثين التمييز بين مفهوم "الدافع" motive ، ومفهوم
"الدافعية motivation"، على أساس أن الدافع هو عبارة عن
استعداد الفرد لبذل الجهد أو السعي في سبيل تحقيق أو إشباع هدف معين، أما في حالة
دخول هذا الاستعداد أو الميل إلى حيز التحقيق الفعلي أو الصريح فإن ذلك يعني
الدافعية، باعتبارها عملية نشطة[1].
فالدافع
عبارة عن عامل داخلي يستثير سلوك الإنسان ويوجهه، ويحقق فيه التكامل، ونحن لا نملك
أن نلاحظه ملاحظة مباشرة، وإنما نستنتجه من سلوكه أو نفترض وجوده حتى يمكننا تفسير
سلوكه.
وبداية
نشير إلى أن كلمة دافعية motivation، لها جذورها في الكلمة اللاتينية movere، التي تعني
يدفع أو يحرك في علم النفس، حيث تشتمل دراسة الدافعية على محاولة تحديد الأسباب أو
العوامل المحددة للفعل أو السلوك[2].
وهذا
يونغ تلميذ سيغموند فرويد يعرف الدافعية من خلال المححدات الداخلية بأنها عبارة عن
حالة استثارة وتوتر داخلي تثير السلوك وتدفعه إلى تحقيق هدف معين.[3]
يشير إذن مفهوم الدافعية إلى مجموعة
الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من اجل إعادة التوازن الذي اختل،
فالدافع بهذا المفهوم يشير إلى نزعة للوصول إلى هدف معين، وهذا الهدف قد يكون
لإرضاء حاجات أو رغبات داخلية، فالحاجة هي حالة تنشأ لدى المتعلم لتحقيق الشروط
البيولوجية أو السيكولوجية اللازمة المؤذية لحفظ بقاء الفرد، أما الهدف فهو ما يرغب في الحصول عليه، ويؤذي في الوقت
نفسه إشباع الدافع.
تعريف الدافعية للتعلم:
كما يستخدم مفهوم الدافعية للإشارة إلى ما يحض الفرد على القيام بنشاط سلوكي ما، وتوجيه هذا النشاط نحو وجهة معينة، ويفترض معظم الناس أن هذا السلوك الوظيفي أي أن الفرد يمارس سلوكا معينا بسبب ما يتلو أو يستتبع هذا السلوك من نتائج وعواقب تشبع بعض حاجاته ورغباته، وربما كانت هذه الحقيقة، هي المسلمة التي تكمن وراء مفهوم الدافعية[4].
ينظر لدافعية التعلم من الناحية
السلوكية على أنها الحالة الداخلية أو الخارجية للمتعلم، والتي تحرك سلوكه وأدائه
وتعمل على استمراره وتوجهه نحو الهدف أو الغاية، أما من الناحية المعرفية؛ فهي
حالة داخلية تحرك أفكار ومعارف المتعلم وبناه المعرفية ووعيه وانتباهه، حيث تلح
عليه على مواصلة واستمرار الأداء للوصول إلى حالة التوازن المعرفي والنفسي.
وأما من الناحية الإنسانية؛ فهي حالة
استثارة داخلية تحرك المتعلم للاستغلال أقصى طاقته في أي موقف تعليمي يهدف إلى
إشباع رغباته وتحقيق ذاته، ولابد من الإشارة هنا إلى هناك مصادر متعدد لدافعية
التعلم نذكر منها:
مصادر
خارجية: كالمعلم أو إدارة
المدرسة أو أولياء الأمور أو حتى الأقران، فقد يقبل المتعلم على التعلم إرضاء
للمدرس وكسب إعجابه، أو إرضاء لوالديه، أو للحصول على تشجيع مادي أو معنوي منهما.
مصادر
داخلية: أي المتعلم ذاته حيث
يقدم على التعلم مدفوعا برغبة داخلية لإرضاء ذاته وسعيا وراء الشعور بمتعة التعلم
وكسب المعارف.
المحور الثاني: أسباب وعوامل تدني
الدافعية للتعلم لدى المتعلمين
تعتبر ظاهرة تدني الدافعية للتعلم من
الظواهر الخطيرة التي تعاني منها المؤسسات التعليمية في العالم، ولهذا يستوجب على
الجميع بذل الجهد لأجل الوقوف على أسبابها والبحث عن الحلول الممكنة والناجعة،
ويأتي بحثي هذا كمحاولة متواضعة للبحث فيه واقتراح بعض الحلول الممكنة التطبيق.
إن تدني أو انخفاض الدافعية والحافزية
للتعلم لدى متعلمي السنة الأولى باك بشقيها الأدبية والعلمية يتجلى أساسا في بعض
التصرفات التي لاحظتها في الحصص الأولى من هذه السنة الدراسية 2016/2017، منها:
مظاهر هذه المشكلة و الأعراض الظاهرة
على التلاميذ من خلال الملاحظة و إجراء الإستمارات
: - تشتت
الأنتباه .
·
الإنشغال بأغراض الآخرين .
·
الانشغال بإزعاج الآخرين حيث يثير المشكلات الصفية .
·
نسيان الواجبات و إهمال حلها .
·
نسيان كل ما له علاقة بالتعلم الصفي من مواد و متطلبات
من كتب و دفاتر و أقلام .
·
تدني المثابرة في الاستمرار في عمل الواجب أو المهمّات
الموكلة إليه.
·
إهمال التزام بالتعليمات و القوانين الخاصّة بالصف و
المدرسة .
·
كثرة الغياب عن المدرسة .
·
كره المدرسة حتى أنه يشعر بعدم ملاءمة المقعد الذي يجلس
عليه ، و بالتذمر من كثرة المواد الدراسية و تتابع الحصص و الإمتحانات .
·
التأخر الصباحي و التسرب من المدرسة .
·
الفشل و التأخر التحصيلي نتيجة عدم بذلهم الجهد الذي
يتناسب مع قدراتهم .
·
عدم الاهتمام كثيرا" بالمكافآت التي قد تقدم إليهم .
إن أسباب تدني وانخفاض الدافعية للتعلم
كثيرة ومتعددة، ولكن في البداية لابد أن نؤكد بأن لكل مرحلة دراسية ظروفها الخاصة،
وتختلف فيها نسبة الدافعية عن المرحلة الأخرى، ويمكننا أن نحصر الأسباب في بعض
المحاور التالية: المرتبطة بالمتعلم ذاته – بالمدرس – بالأسرة ...
أولا: أسباب متعلقة بالمتعلم ذاته؛
- عدم توفر الاستعداد للتعلم، بالإضافة إلى عدم وضوح ميوله وخط مستقبله، حيث لا يدرك المتعلم أهمية الاستمرار في التعلم، بل يهتم فقط بتمضية الوقت باللعب والشغب.
- غياب النماذج الحية والقدوة الحسنة في المحيط الاجتماعي ليقلدها ويتبع خطاها.
- الشعور بالضغط النفسي نتيجة للقيود الاجتماعية المفروضة عليه.
- عدم إشباع بعض الحاجات الأساسية كالمأكل والملبس.
ثانيا: أسباب لها علاقة بالأسرة؛
- توقعات الوالدين المنخفضة جدا، وعدم تقديرهم لأبنائهم.
- عديم اهتمام الأسرة بتعليم وتعلم أبنائهم، وغياب المتابعة والمراقبة.
- المشاكل والصراعات الأسرية، وما يترتب عن ذلك من تفكير التلميذ فيها أثناء الحصة الدراسية.
- النبذ أو النقد المتكرر؛ يشعر المنبوذون باليأس وعدم الكفاءة والغضب، فيتخذون الضعف الدراسي والإهمال كطريقة للانتقام من الوالدين والمجتمع.
- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة قد يكون عامل من عوامل تدني الحافزية والدافعية لدى التلاميذ.
ثالثا: الأسباب المرتبطة بالوسط
المدرسي؛
للمدرسة دور هام في تقوية والرفع من دافعية المتعلم للدراسة والتعلم,
فالمدرسة أحيانا لا تلبي حاجات المتعلمين أو ميولاتهم الخاصة, وقد لا يجدون في المدرسة
ما يجذب انتباههم ويشدهم إليها مما يؤدي إلى انخفاض دافعيتهم للتعلم:
- البيئة المدرسية : تحمل البيئة المدرسية بدءا من المبنى المدرسي نفسه جزءا من المسئولية، علاوة على توجيه أصابع الاتهام إلى النظام الدراسي بما يضمه من جدول حصص، وكثرة تقويمات، وتتابع امتحانات وتقادم أساليب، وانعدام هامش الحرية المتاح أمام المتعلمين في ممارسة الأنشطة أو إبداء الرأي في هذا النظام وأساليبه بالإضافة إلى رتابة الجو المدرسي و إحساس الطالب بأنه في سجن داخل أسوار ورقابة ، مما يجعلها جميعا من أبرز أسباب تدني الدافعية لدى المتعلمين في التحصيل الدراسي.
- إن تشدد الإدارة التربوية أو فتورها قد يكونان سببا في تدني الدافعية لدى المتعلمين، لأن دورها يتجسد في مراقبة السير العام للمؤسسة، وفي الوقت الذي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة بل وحتى في خصوصيات المتعلمين إذ ذاك يصبح المتعلم يحمل بين طياته كرها دفينا وحقدا كبيرا للمدرسة وإدارتها.
يعد المعلم الوسيط التربوي المهم الذي يتفاعل
مع الطلبة أطول ساعات يومهم , ولذلك يستطيع إحداث تغيرات وتعديلات في سلوكهم أكثر
من أي شخص آخر, ويؤمل أن يكون فاعلا , نشطا,مخططا, منظما ,مسهلا ,ومثيرا لدافعيتهم
للتعلم . إلا أن هناك بعض الممارسات التي يقوم بها بعض المعلمين فتسهم في تدني
الدافعية , ومنها:
- عدم كشف المدرس عن استعدادات المتعلمين للتعلم في كل درس يقدمه لهم.
- عدم تحديده للكفايات والقدرات التعليمية التي يريد منهم تحقيقها .
- إغفاله تحديد أنواع التعزيزات التي يستجيبون لها حتى يتسنى تفعيل هذه الممارسة لتغذية المتعلم.
- إهمال نشاط المتعلمين وحيويتهم وفاعليتهم والتركيز على الخبرات بوصفها محورا للاهتمام التعلم .
- جمود وجفاف في غرفة الصف, سواء بالنسبة للمظهر العام أم بالنسبة لادارة الصف .
- صنمية المدرس في الحصة , وسلبيته, وغياب التفاعل الحيوي بينه وبين المتعلمين.
- إهمال بعض المدرسين أساليب تعلم المتعلمين المختلفة والمتباينة, وتعليمهم بأسلوب واحد فقط, وهو ينبع مما يراه المدرس، و غالباً ما يكون أسلوب التلقين والحفظ.
- استخدام العلامات أسلوبا لعقاب المتعلمين طلبة, مما يسبب تدني علاماتهم
- استخدام أنواع قاسية من العقاب كالضرب الشديد .
- التركيز على الدرجات بدلا من الأفكار واستفادة التلاميذ.
- عدم إتباع المدرس أساليب تعليم وتعلم تثير تفكير المتعلمين, وحب استطلاعهم.
- سيطرة المزاجية على تصرفات المدرس.
- قلة استخدام الوسائل التعليمية التي تثير الحيوية في الصف، من مثل الفيدوهات والأفلام التعليمية والألعاب...
- إن تدنى المستوى العلمي للمعلم نقص الخبرة لديه يؤثر سلبا على كفايته التعليمية، ولا يمكن بطبيعة الحال تجاهل هذه الخبرة في مجال اهتمام المعلم بتعزيز دافعية التلاميذ.
المحور الرابع: الحلول المقترحة
لمعالجة تدني الدافعية للتعلم.
بعد أن تعرفنا على أبرز الأسباب
والعوامل التي تساهم في تدني الدافعية للتعلم لدى المتعلمين ننتقل الآن لذكر أهم الحلول
التي توصلنا إليها، وقد سنحت لنا الفرصة أن نعمل على تجريب بعضها داخل الفصل
الدراسي وأثناء الحصص، وقد لاقت بعض النجاح وساهمت في الرفع من دافعية التلاميذ
للتعلم، أذكر الحلول التي قمت بتجريبها أولا ثم الحلول الاخرى المتوصل إليها:
- العمل ببيداغوجيا المجموعات: كآلية تمكن من بناء التعلمات بشكل جماعي وممنهج، فقمت أولا بشرح طريقة عمل المجموعات؛ إذ طلبت من كل مجموعة أن تختار من بينها المنسق والمقرر والمسير، وعدد أفراد المجموعة في الغالب لا يتعدى 6 تلاميذ، فبعد أن قمت بتجريب هذا الحل لاحظت تحسنا في مردوديتهم وتفاعلهم أثناء الحصة، رغم أني لا أخفي أن لهذه التقنية سلبياتها، ولعل السلبية الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي الشغب والأحاديث الثنائية، ولتفادي الوقوع في مثل هذه المشكلة، عملت على أن لا أترك لهم متسعا من الوقت كي يشاغبوا، فكنت لا أجلس إلى المكتب أبدا، أبني درسا وأنا أسير بين المجموعات.
- إثارة فضول المتعلمين وحب الاستطلاع لديهم: ويتم ذلك من خلال تعدد النشاطات مثل طرح الأسئلة المثيرة للتفكير، عرض موقف غامض عليهم، أو تشكيكهم فيما يعرفون وبيان أنهم بحاجة لمعلومات مكملة لما لديهم .
- ولاستثارة انتباه التلاميذ واهتماماتهم وحب الاستطلاع لديهم، كنت أبدأ حصتي بوضعية تعليمية ممتعة، إما بذكر قصة مثيرة مستوحاة من التاريخ أو حادثة مثيرة، أو بوصف وضع ينطوي على شيء غير مألوف، أو بالمثال المستمد من واقعهم المعيشي،ولاحظت أن كل هاته الوسائل والمعينات تجلب انتباههم وتفكيرهم.
- عملت خلال مدة التكوين على تكليف التلاميذ الذين يعانون من نقص أو تدني في دافعيتهم للتعلم، بمهام سهلة كالقيام بالبحث وعرضه امام زملائه، كما أنني كلفتهم جميعا بعد انتهاء محور من محاور المقرر أن يفهموا أطروحات الفلاسفة الذين تعرفنا عليهم وتقسيمها بين المجموعات الأربعة على أساس أن تكون مناظرة صفية بينهم، ويمكن للمثال التالي أن يشرح الفكرة اكثر:
مثال) : المحور
الثاني من مجزوءة ما الإنسان:
المجموعة
الأولى: تكلفت بنص سيغموند فرويد
المجموعة
الثانية: بنص آلان
المجموعة
الثالثة: بنص غاستوف لوبون
المجموعة
الرابع: لجنة التحكيم
والمناظرة مقسمة إلى مرحلتين، فأما
المرحلة الأولى فالمجموعات الثلاثة مكلفة بالحديث عن أطروحة الفيلسوف الذي تمثله،
والتوسع فيها ليفهمها أكثر أعضاء لجنة التحكيم، أما المرحلة الموالية فالمطلوب
منهم البحث عن عيوب ونواقص الأطروحات المنافسة، واعتماد النقد كآلية ووسيلة منهجية
ومعرفية.
- توظيف منجزات العلم التكنولوجية في إثارة فضول وتشويق المتعلم، كمساعدته على التعلم من خلال مشاهدة فيديو تعليمي، فيلم تعليمي، فهي أساليب تساهم كثيراً في زيادة الدافعية للتعلم .
- قمت أيضا باعتماد التحفيز المعنوي، بنسج علاقات ودية مع المتعلمين في الحدود المسموح بها طبعا، فلا أكون جادا وحازم في جميع الأوقات، وأعمل على الترويح عنهم أحيانا أخرى حينما أراهم منهكون.
- التأكيد على أهمية موضوع الدرس في حياتهم، وربطه بالممارسة اليومية.
- توفير الجو الصفي المناسب واعطاء الحرية للمتعلمين للتعبير والمشاركة وتشجيعهم على ذلك.
ومن الحلول التي أراه مناسبة وناجعة
للتصدي لهذه الظاهرة، والتي لم أجربها بعد داخل الفصل الدراسي، نظرا لضيق الوقت،
وتعدد الأقسام وما يحتاجه كل ذلك من تحضير قبلي ضروري وبحث متواصل عن المعرفة
العالمة وتحويلها إلى أخرى متعلمة،أذكر منها:
- البحث عن حاجات التلاميذ الفردية و التخطيط لإشباعها.
- تفعيل دور الأنشطة اللاصفية و الرحلات و المعارض و الألعاب الرياضية و المكتبة.
- مساعدة التلميذ في تحديد هدفه المستقبلي باكراً ليكون ذلك حافزاً له للتعلم، ودفعهم نحو التفاؤل بالمستقبل المشرق، والتأكيد على مقولة من جد وجد ، وتبيان لهم أن الواقع اليومي لا يحترم إلا الشخص المثقف والواعي والمتعلم.
[1] عبد اللطيف محمد خليفة، الدافعية للإنجاز،
دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، القاهرة- مصر، 2000م، ص 67
[2] - إدوارد ج.موراي، الدافعية والإنفعال، ترجمة
أحمد عبد العزيز سلامة، دار الشروق، مكتبة أصول علم النفس الحديث، ط1،1988م،ص28
[3] -
الدافعية والإنجاز، عبد اللطيف محمد خليفة، ص 68.
[4] - علم النفس التربوي، عبد المجيد النشواتي، دار
الفرقان للنشر والتوزيع، ص 206.